الرئيسية > أخبار الإتحاد > اجتماع مثمر بين الصحافة الخليجية ومجلس التعاون

اجتماع مثمر بين الصحافة الخليجية ومجلس التعاون

الأسبوع الماضي وبحكم عملي في اتحاد الصحافة الخليجية حضرت الاجتماع الذي عقد بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض بين وفد الأمانة العامة للاتحاد برئاسة تركي بن عبدالله السديري رئيس الاتحاد وأمين عام مجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني والأمناء المساعدين ورؤساء القطاعات. الاجتماع انتهى بالاتفاق على مجموعة من الأمور أبرزها أن التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة وتؤثر بشكل مباشر في حياة مواطني التعاون تتطلب إيجاد صيغة تعاون بين الصحافة الخليجية ومجلس التعاون تعبر عن التكامل وتصب في اتجاهه، أي أنه صار مهما اليوم أن يكون الإعلام الخليجي قادرا على أن يتلاءم مع المتغيرات ليتمكن من تقديم ما يعين دول مجلس التعاون على التعامل مع الظروف الجديدة ومواجهة كل من يريد تفكيك الاتحاد الخليجي أو الإساءة إليه. أي أنه بات لزاما أن يكون الإعلام الخليجي في مستوى المرحلة وأن يضاعف جهوده كي يتمكن من القيام بدوره التنويري ودوره في عملية الصد بتوفير المعلومة الدقيقة وكشف الزيف من الأخبار التي يتم صناعتها بغية الإساءة لدول وشعوب المجلس. 

 
وبما أن الإعلام التقليدي لا يستطيع وحده القيام بهذه المهمة خصوصا مع توفر جيل إعلامي جديد يعرف كيف يتعامل مع التكنولوجيا ويمتلك أدوات العصر لذا فإن الوضع الطبيعي هو أن يحتوي أصحاب الخبرات الجيل الجديد من الإعلاميين ويضعوهم على السكة الصحيحة كي يتسلموا الراية ويقوموا بالدور المطلوب منهم وليواصلوا المسيرة. 
 
ولأن واقع الحال يبين أن اتحاد الصحافة الخليجية باعتباره مظلة الصحفيين الخليجيين لا يستطيع أن يقوم بدوره في هذه المرحلة الصعبة المليئة بالمتغيرات المتسارعة وبالكوادر الجديدة التي تمتلك العلم وتفتقر إلى الخبرة من دون دعم الجهات المعنية في مجلس التعاون والتكامل معها، لذا صار لزاما التعاون في بحث هذه الجزئية التي تعتبر مشكلة، وصار لزاما أيضا أن تباشر الأمانة العامة لمجلس التعاون باعتبارها رأس العمل الخليجي المشترك بتوفير ما يلزم من دعم معنوي ومادي كي تتمكن الصحافة الخليجية من الوفاء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة الحرجة والشرسة والمليئة بالمتغيرات المتسارعة. 
دول مجلس التعاون تتعرض اليوم لهجمات شرسة من دول الغرب ومن منظمات دولية حقوقية وغير حقوقية، ويوجه إليها يوميا سيل من الاتهامات والمغالطات والافتراءات التي تستدعي مواجهتها بقوة، كما أن التهديدات من المنظمات المتطرفة التي ترفع شعارات مختلفة في ازدياد وهي تهديدات جدية وخطيرة، ولأن الصحافة هي حائط الصد الأول لذا صار مهما أن يقوم المجلس بتوفير كل ما يعين المعنيين بهذا الحائط كي يتمكنوا من القيام بدورهم المتمثل في بيان الحقيقة التي يعرفونها وتوصيلها إلى الآخرين، فالمعركة اليوم إعلامية بالدرجة الأولى ولا يمكن للإعلام أن ينتصر إن لم تهيأ له الظروف التي تعينه على تحقيق الانتصارات. 
تحصين المنطقة وحماية شعوب دول مجلس التعاون من مختلف الأطماع والمخاطر مهمة قادة المنطقة وجيوشها، ولكن لا يمكن القيام بهذا دون حائط الصد المتمثل في الإعلام والصحافة، لذا ينبغي من المسؤولين بمجلس التعاون العمل على تهيئة هذا الحائط وتقويته بدعمه بكل ما يستطيعون كي يتمكن من تحمل مسئولياته وصد محاولات الاختراق، فالمنطقة – كما قال رئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض بن سعيد باقوير الذي كان من ضمن وفد اتحاد الصحافة الخليجية – منطقة أطماع ولا يمكن الوقوف في وجه هذه الأطماع من دون حائط الصد المتمثل في الصحافة التي يمكنها تبيان الحقائق ومنع وصول الرديء من الأفكار والمغالطات إلى عقول الشباب الخليجي الذي قد تغريه الشعارات التي ترفع هنا وهناك ويتأثر بها فيتحول إلى أداة هدم بدل أن يكون أداة بناء. 
ولأن هذه الفترة هي فترة الشباب لذا اهتم وفد اتحاد الصحافة الخليجية ببيان المخاطر التي تأتي من مواقع التواصل الاجتماعي التي تمتليء بالأخبار غير الحقيقية وغير الدقيقة ولها تأثير كبير عليهم. ولأن الشباب هم الأكثر قدرة على التواصل مع أمثالهم لذا صار مهما تمكين الصحفيين الشباب بتوفير الأسلحة التي تعينهم على القيام بهذا الدور ومواجهة المتغيرات الجديدة والسريعة، وأول تلك الأسلحة توفير الدورات التدريبية المتخصصة التي تسهل لهم مهمتهم فيتمكنون من القيام بدورهم على أكمل وجه، وهو الدور الذي آل اتحاد الصحافة الخليجية على نفسه القيام به. 
اللافت في هذا اللقاء أن أمين عام مجلس التعاون حرص على وجود كامل قيادة الأمانة العامة ليستمعوا مباشرة إلى وجهة نظر القياديين باتحاد الصحافة الخليجية وليتمكنوا من التفاعل معها ومع المقترحات التي طرحت والعمل كل في مجاله على ترجمة التعاون بين الطرفين إلى قرارات يمكن تنفيذها على أرض الواقع. 
«كل ما تحتاجونه لتسهيل مهمتكم لن نبخل به»، هكذا قال أمين عام مجلس التعاون الذي أكد أن توجيهات القيادة تؤكد على الاهتمام بالشباب والوقوف على تطلعاتهم، ولفت إلى أن الجميع يتفق على أهمية تمكين الشباب ليكون لهم الدور الفاعل في هذه المواجهة وهذه المتغيرات التي تهدد دول المجلس. 
تفهم أمين عام مجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني لما حرص اتحاد الصحافة الخليجية على توصيله كان متوقعا، وتوجيهاته للمعنيين في الأمانة العامة للمجلس بإعداد التصورات لترجمة ما تم التوافق عليه إلى واقع هو أول الغيث، لكن هذا يضع على عاتق اتحاد الصحافة الخليجية مسؤوليات أكبر حيث الأمنيات ستتحول الآن إلى عمل على أرض الواقع.
 

 

شارك الخبر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*